حاوره: سعدون هليل
الحديث مع الدكتور فيصل له متعته الخاصة، فنحن هنا نتحاور مع أستاذ يتميز بأسلوبه العقلاني عندما يصوغ أفكاره ومواقفه من الفلسفة العربية بمنهجية متميزة ومثيرة للانتباه.
ويقدم د. فيصل في كتابه: على ضفاف الفلسفة، ونقد ابن
رشد الالهيات ابن سينا، نموذجاً بليغاً في الفكر الفلسفي العربي.
التقينا د. فيصل في جامعة بغداد، وقبل أن ابدأ الحديث معه
طلبت منه، أن يقول لنا رأيه أولاً:
- ما هو توصيفك لأزمة الفكر الفلسفي العربي وما هي عوامل وأسباب هذه الأزمة من وجهة نظركم؟
= لا أريد أن أجيبك بسؤال، لكن قد نضطر الى هذا أحياناً،
ما النشاط الفكري الذي ليس في أزمة عند العرب؟ كل شيء في أزمة؛ حقوق الإنسان، الحريات،
العمل الضمان...
أما الفلسفة فيقال إنها تمر بأزمة حتى في العالم المتقدم،
وإن استثنينا هذا القول الذي قد يكون مبالغاً فيه، فإن الفلسفة عندنا قد حاصرتها أنظمة
فكرية أخرى، لذا تجد المشتغلين بالفلسفة يحاولون دائماً تبريرها كأنها تهمة.
- هل يرى د. فيصل أن هناك دوراً للفلسفة في فهم العالم؟ أم
أن العلوم هي التي أصبح لها هذا الدور في فهمه؟
= من الصعب الحديث عن الفلسفة بشكل عام، لأننا أمام فلسفات،
ولكل فلسفة منهج وهدف، وإن كنت تقصد بـ "العالم" الطبيعة أو الكون، فإن كثيراً
من الفلسفات قد تخلت عن هذه المهمة، أو أجبرت على التخلي عنها لأن هناك علوماً متخصصة
تدرس العالم، وهذا لا ينفي دور الفيلسوف في الفهم، لكن طبيعة الفهم قد تغيرت، فالفيلسوف
لا ينافس العالم، لأن مهمة كل منهما مختلفة عن الاخر.
- هل أنتم راضون عن الدرس الفلسفي المقدم في الجامعات العراقية
والعربية؟
= نرجو أن يكون أفضل، لكن هذا يتعلق بسياسة الجامعات العربية
والعراقية، فالجامعات تحتاج الى تطوير مستمر ومواكبة للمستجدات، ولا أستطيع الكلام
عن الجامعات العربية، إذ ليس عندي صورة واضحة عنها، إننا نحتاج الى تطوير في الدرس
الفلسفي، وهذا لا يتم بالكلام والاقتراحات فقط، بل بخطوات عملية، مثل البعثات أو الدورات
التطويرية أو تعلم اللغات، أو تبنّي ترجمة الكتب، والاطلاع على ما يجري في عالم الفلسفة
اليوم من مصادره.
إننا نشكو من مسائل بسيطة قد تجاوزها العالم، مثل قلة الكتب،
الإدارة في المكتبات، والوضع الأمني العام الذي يشل حركة الباحث.
- هل حقاً يخلو الفكر الفلسفي العربي والعراقي من العقل الناقد؟
= لا أرى هذا التعميم صادقاً، فقد عرفنا عقليات نقدية كبيرة،
أما إذا كانت لم تحقق انتشاراً أو لم يكن لها أثر في المجتمع فتلك مسألة أخرى.
- أطروحتكم عن "نقد ابن رشد لإلهيات ابن سينا"
كيف تقيمونها اليوم؟
= كثير من الرسائل والأطاريح الجامعية تتناول موضوعاً تخصصياً
وهي ليست مشاريع فكرية ضخمة، حاولت في تلك الأطروحة أن أركز في جزء من فلسفة ابن رشد،
وهو نقده لابن سينا في مبحث الإلهيات، بالتأكيد استجدت أشياء كثيرة من الممكن إضافتها
إلى ما قدمته من حيث المعلومات والفهم.
- لماذا لم يظهر مفكر عربي حقيقي في مواجهة مفكري الغرب؟
= إن الغرب قد سبقنا منذ مدة طويلة في مجالات عدة، ولا أدري
ماذا تقصد بالمواجهة؟ وما معنى المفكر العربي الحقيقي؟ هل كان جميع المفكرين العرب
مزيفين؟ لقد أدى كثير منهم ما عليه، ومن الظلم أن نضعهم جميعاً في مستوى واحد. جزء
كبير من المسألة يخص البيئة الثقافية، الغربية والعربية، إنها علاقة جدلية بين الفكر
والمتلقي.
- هناك من يقول إن أسباب التخلف في العالم العربي تكمن في
تمسكهم بفلسفة الغزالي دون الخروج من نطاق شراكها وتقدم الغرب بدأ مع قراءتهم لفلسفة
ابن رشد العقلانية، ما هو تقييمكم لهذا الموقف؟
= أظن أن المسألة أكبر من الغزالي وابن رشد، فللتقدم أسباب
عدة وليس الاهتمام بابن رشد أهمها، وهل أصبح الغزالي رمزاً للتخلف؟ أنا لا أريد أن
أحصر أسباب التقدم والتأخر بشخصين أو فيلسوفين فقط، فالأسباب كثيرة سياسية واقتصادية
وثقافية ودينية واجتماعية وغيرها مما يصعب اختصاره.
- ما رأي الاستاذ فيصل بطروحات محمد أركون/ حسين مروة/ الجابري/
صادق جلال العظم؟
= ان الرأي الدقيق يجب أن يبنى على قراءة دقيقة وقراءاتي
لهؤلاء الاشخاص متفاوتة. مع ذلك يمكن أن أعطيك انطباعاً عنهم، ولا أخفي عليك أنني تأثرت
بآخرين لا يقلون قوة وتأثيراً عن هؤلاء.
محمد أركون، مفكر مهم، وتواجهنا عند قراءته صعوبات، منها
الغموض، إما بسبب الترجمة أو بسبب طبيعة تفكيره. أثار كثيراً من المسائل المهمة مستعملاً
مناهج حديثة، وقد يكون جزء كبير منها موجهاً للقارئ الغربي.
حسين مروة، حاول أن يقرأ تاريخ الفلسفة الإسلامية قراءة مادية،
وربما حمل أفكار الفلاسفة المسلمين أكثر مما تحتمل، فقد حاول سحبها الى منطقة مادية.
الجابري، أكثر الشخصيات حضوراً في الساحة الفكرية العربية،
كتاباته مهمة، أسلوبه سلس ممتع، صاحب مشروع كبير، قد تختلف عنه في الجزئيات أو النتائج
التي توصل إليها، لكن هذا لا يقلل من قيمة إنتاجه، حفز الآخرين للكتابة في موضوعات
عدة، أدخل مصطلحات أصبحت متداولة في الثقافة العربية المعاصرة. نقده كثيرون نقداً متبايناً
بين باحث دقيق وحاسد سطحي.
صادق جلال العظم، مفكر جريء جداً، قال ما لم يستطع أحد قوله
بشكل صريح، ناقد مهم من نقاد الدين، ولو لم يكن له إلا نقد الفكر الديني لكان مفكراً
كبيراً جريئاً قوياً.
- يقال الفلسفة العربية تدرس كتاريخ لا كفلسفة، أما الفلسفة
الغربية فهي تدرس كفلسفة عامة لا كتاريخ؟
= إن تاريخ الفلسفة جزء من الفلسفة، ولا يمكن المقارنة بين
الفلسفة والعلم في هذا المجال، لأن من طبيعة العلم أن يتجاوز ما قبله. الآن في الكليات
العلمية لا يدرسون النظريات العلمية القديمة في الفيزياء والكيمياء والطب... ولا يحتاجونها
في دراستهم. ويُترك تاريخ العلم لبعض المختصين. أما الفلسفة والفن فإن التاريخ جزء
من انتاجهم، شاؤوا أو أبوا يبدأون بطاليس وأنكسمندريس.. ثم سقراط وأفلاطون وأرسطو..
ولا أريد ان أطيل عليك السلسلة. إن تدريس الفلسفة يعتمد المدرس، فبعضهم يجعلها مادة
جامدة لا رجاء منها، وبعض يجعلها مادة حية مفيدة، لا توجد طريقة واحدة لتدريس الفلسفة،
إنها مجال واسع تدخل فيه الثقافة العامة والعقلية النقدية والخبرة لمن يدرّسها، وحتى
تاريخ الفلسفة يمكن تناوله بطرق عدة، فهو ليس سجلاً بتاريخ الولادة والوفاة للفلاسفة،
بل هو تاريخ أفكار، شبكة من العلاقات بين الأفكار.
- هل حقاً أن الفكر العربي في ماضيه وحاضره هو فكر منقول؟
كيف تقرأ ذلك؟
= إن كثيراً من الفكر الفلسفي العربي القديم منقول، لكن هذا
لا ينطبق على الفكر الفلسفي فقط، ولا أريد أن أفتح باباً عليّ وعليك إذا قارنت الفكر
الفلسفي بالديني، فهل كل ما جاء به الفكر الديني نتاج منطقة محددة، أم أنه تأثر بالآخر؟
إن الفكر متنقل دائماً، ولا مشكلة في هذا التنقل. فالفكر
المنقول عادة ما يدخل في منظومة جديدة ولا يبقى كما كان، وهذا الدخول مرة ينتج أفكاراً
مهمة ومفيدة، ومرة أخرى يفشل وينتهي.
- هل هناك علاقة بين الفلسفة ورجل الشارع؟
= رجل الشارع كلمة عامة جداً، مرة تستعمل للذي لا يعرف شيئاً،
ومرة أخرى لغير المختص. فقد يكون رأي أستاذ كبير في الفيزياء هو نفس رأي رجل بسيط في
مجال السياسة وقد يكون رأي صانع حداد أفضل من رأي فيلسوف كبير، في مجال الحدادة.
إذا استعملنا كلمة الفلسفة بأعم معانيها فمن الممكن أن يكون
كل إنسان فيلسوفاً، كأن نقول إن لكل إنسان فلسفة في الحياة، أي طريقة في الحياة أو
وجهة نظر معينة. لكن بالمعنى الدقيق لا توجد مثل هذه العلاقة. وخذها من المجالات والعلوم
الأخرى، فالحديث العام في السياسة الذي نسمعه من جميع الناس يومياً لا يعني أنهم مختصون
بالعلوم السياسية، وكلام الناس في الفن لا يعني أنهم مختصون بالفن. مع ذلك تجد أن بعض
الناس على بساطتهم لديهم حس فلسفي أو نقدي عالٍ. إنها مسألة شائكة في كل ما لا يمكن
قياسه بمقياس دقيق. هناك بعض الأفكار الفلسفية تستقطب عدداً كبيراً من الناس لأنها
تقترب من الهموم اليومية. وهناك أفكار فلسفية أخرى أكثر تعقيداً ولا يتم تداولها إلا
بين المختصين.
- هل يوجد ما يمكن أن نسميه بالفكر الفلسفي العربي أو العراقي؟
= نبالغ إذا قلنا توجد مدارس فلسفية أو فكر فلسفي واسع الانتشار
وله ملامح معينة، لكن يوجد مشتغلون بالفلسفة أو فلاسفة وهم قلة. إن الوضع الفكري الذي
نمر به حالياً لا يسمح بنمو أو بازدهار التفكير الفلسفي. فما تزال محاولات التوفيق
بين العقل والنقل قائمة، وإن من يكتب في مجال حساس من مجالات الفلسفة يأخذ الإذن من
القوى المسيطرة على الفكر، كأنه يتعهد بعدم التجاوز.
- ما هو دور الفيلسوف في الثقافة؟
= ليست كلمة "الفيلسوف" أكثر من صفة متواضعة أطلقها
يوناني استكثر على نفسه الحكمة احتراماً لها وتبجيلاً، فقال إني محب لها وحسب، وإنها
لحكمة عميقة أن يستكثر الإنسان على نفسه الحكمة وأن يرتضي لنفسه البقاء عاشقاً لا مالكاً.
وإذا كانت كلمة الحب قد ارتبطت بالفلسفة منذ القدم بحكم الاشتقاق اللغوي - وليس للحب
أسباب منطقية - فإن كثيراً من مسائل الفلسفة يبقى حباً وعشقاً لا يحس به إلا عشاقها.
ليست الفلسفة شهادة يحصل عليها الشخص بعد مدة من دراسة رسمية
فيصبح بعدها فيلسوفاً مجازاً، كما أنه يصبح طبيباً بعد دراسة الطب أو مهندساً بعد دراسة
الهندسة أو محامياً بعد دراسة القانون، وإن كان لابد من المقارنة فإنها إلى لفظة الفنان
أو الشاعر أقرب، فالمؤسسات الأكاديمية لا تخلق فنانين أو شعراء أو علماء بل تُخرِّج
باحثين أو مختصين بنوع من أنواع العلوم أو الفنون، فإن أصبح مبدعاً أو خرج كما دخل
فقد أدت ما عليها من واجب وأعطته خلاصة ما تعرف، أما المبدع المتميز فهو يخرج نفسه،
أو هو كما يقال نسيج وحده.
إن الفلاسفة لم يكونوا على درجة واحدة من الأهمية أو العظمة
أو الشهرة، ولم يكونوا متشابهين في الإنتاج، فهذا فيلسوف لم يتكلم عن السماء والأرض
كطاليس وأنكسمندريس، لكنه فيلسوف، وذاك لم يكتب كلمة في الأخلاق، وآخر هرب من المنطق
وأقيسته، لكنهم فلاسفة؟ وقد لا يستعملون كلمة الفلسفة للتعريف بأنفسهم، فهل يجرؤ على
القول أو الكتابة بأنه الفيلسوف فلان؟ لكن غيره يستعملها له، سواء كان ذلك في حياته
أو بعد مماته عندما يُسمح بدفنه في مقبرة الموسوعة الفلسفية.
- فهل هناك معايير صارمة جداً قد طبقت عندنا على المشتغلين
بهذا المجال الفلسفي في العالم العربي؟
= لم يطلق العرب المعاصرون لفظ "الفيلسوف" على
أي من المشتغلين بالفلسفة، وإذا أحسنَّا النية كان ذلك تواضعاً منهم وإن أسأناها كان
بخلاً. لكننا نرى أن ألفاظاً أخرى قد أطلقت بغير تحفظ. لقد ضيقوا استعمالها فلم يطلقوها
على من قضى عمره كله محباً لها ومشتغلاً بها، فهل استكثروها لأن أولئك المشتغلين بها
لم يبدوا شيئاً أو يفهموا منها شيئاً، صحيح أن لفظة الفيلسوف قد تطلق بغير ضوابط على
من يستحقها ومن لا يستحقها عند ضياع المقياس، لكنها ليست الوحيدة في هذا، ففي كل مجالٍ
متطفلون وأدعياء وضعاف، ووجودهم في هذه المجالات لا يبرر سحب الكلمة ممن يستحقها ولو
كان واحداً فقط.
- هل هناك فلسفة عربية إسلامية أصيلة؟ وهل يوجد فيلسوف عربي؟
= قيل عن الفلسفة العربية، أو العربية الإسلامية القديمة
إنها لم تكن أصيلة بل هي فلسفة يونانية مكتوبة بلغة عربية، وسواء كان الباحثون مع وجهة
النظر هذه أو ضدها فإنهم تحدثوا عن فلاسفة، كالفارابي وابن سينا وابن رشد... فإن جمعوا
أو ترجموا أو وفقوا أو لفقوا أو أعادوا أو شرحوا أو اختصروا فهم بالنتيجة فلاسفة لهم
طابعهم الخاص. أما العرب المعاصرون فإنهم لم يطلقوا على عبد الرحمن بدوي، أو فؤاد زكريا،
أو زكي نجيب محمود.. أو عشرات غيرهم اسم "فيلسوف".
فإذا لم يفعلوا أكثر من أن ترجموا أو تبنوا فكرة أو نشروها
أو بسطوها أو كتبوا عن أمر من أمور الفلسفة أفلا يستحقون أن يسموا فلاسفة؟ مع
الأخذ بالحسبان المرحلة وطبيعة الكتابة والدور الذي قاموا به.
ولا بأس من استعمال كلمة مفكر عربي بدل عن فيلسوف عربي،
ولو أنها بلا مقياس أيضاً.
- ما هو دور المثقف في المجتمع؟
= إن السؤال عن الدور الذي يقوم به المثقف يبقى قائماً، وتبقى
الإجابات عنه كثيرة ما دامت صورة المثقف في الذهن مختلفة. ولو انتقلنا الى كلمات أقل
عمومية لكانت معرفة الدور أسهل، قيل ان ليس للمثقف دور في المجتمع فما كان هذا القول
صادقاً، إلا إذا كان يقصد به دوراً محدداً لا يقوى عليه نوع من أنواع المثقفين في مجتمع
معين، مع تجاهل لطبيعة مرحلة من مراحل التاريخ، وهل يحارب من لم يكن له دور في المجتمع،
وهل أخطأت مؤسسات كبيرة وجماعات عندما سخرت أموالاً ورجالاً من أجل محاربة نوع من أنواع
المثقفين، فنادراً ما ترى دولة أو مؤسسة أو حزباً تقول إننا ضد الثقافة، ذلك أن لكلمة
الثقافة وقعاً جميلاً في النفس، كما أنه لا تتبنى مؤسسات أو أحزاب القول بأنها ضد الإنسانية
أو ضد السلام أو ضد العدالة لأنهم يحاربون الأفعال لا الكلمات، فما أرادوا أن يخسروا
سحر الكلمات المؤثر المجرب، وهكذا سرقوا الكلمات من أصحابها.
تعريف
الدكتور فيصل غازي مجهول - رئيس قسم الفلسفة في كلية الآداب
جامعة بغداد درس عدة مواد فلسفية في كلية الآداب، وكلية الإعلام وكلية بابل.
شارك في مؤتمرات فلسفية عراقية وعربية.
1- نشر كتابين: على ضفاف الفلسفة- 2004
2- نقد ابن رشد لإلهيات ابن سينا- 2005
نشر مجموعة من الأبحاث منها:
1- تأثر الفكر العربي بالفكر العلمي الغربي (شبلي شميل وإسماعيل
مظهر).
2- أركون ومحاولة الخروج من السياج الدوغماتي.
3- الرؤية بين الإثبات والنفي.
4- الدراسات المنطقية العربية المعاصرة.
5- مغالطات الاستنتاج.
6- في الغلط والمغالطة.
7- برتراند رسل والماركسية.
8- مدني صالح فيلسوف الجمع.
9- الماركسية والمسألة الدينية.
10- الطفل والتعليم.
(طريق الشعب، الطريق الثقافي، ملحق شهري يعنى بالثقافة والأدب. العدد (7)، الأحد 28 تشرين الأول 2007).