عندما تسابق المتسابقون في حرق أوراقهم لم يتسابق معهم مدني صالح؛ لأن لديه ورقة واحدة لن تُحرق أبداً. وربما بدأ الآن يبحث عن الراحة والسلام والأمان، لكنه لم يكُ قطُّ مطمئناً ولا قانعاً ولا مستسلماً، ولم يُرزق بمثل هذه الأرزاق، وإني لأشك كلَّ الشك في أنه قد رُزقها يوماً ما.
إن أفضل ما كتبَ مدني صالح لا يُشرح،
فلا يُخرب النصوصَ غير الشرح، ولا يُدمر الرمزَ غير الإفصاح، ولا يحطم السرَ غير
الجهر. ولمدني صالح نصٌّ ورمز وسر، ولي أنا عذر في أن أشرح وأفصح وأجهر. ومن
الرموز ما أعطانا مفاتيحها ومنها ما بقي مغلقاً لا يفتحه إلا مدني صالح، عندما
يشاء. موجةٌ هو لا يلتقطها أي جهاز، وإذا التقطها تغيرت حاله.
وإذا
قيل لي ما الذي تعلمته من مدني صالح؟ فإن الجواب لن يكون واضحاً بأية حال من
الأحوال، لا رغبة في الغموض، ولكن لأن ما تعلمته منه لا يُقارن بما تعلمتُه من غيره.
فقد عرفته كتابةً وسماعاً، وسواء كان استماعي إليه في المحاضرة أو في غرفته أو في
أثناء السير من باب قسم الفلسفة إلى كراج باب المعظم، في البرد وفي الحر، فكل ما
سمعت محاضرات في الذهن حاضرة، فيها عفوية وتخطيط، حقيقة وخيال، وقد امتزج فيها
النظري بالعملي.
يخشاه كبار، أظهروا ذلك أو أبطنوا، وإن
كان لا يهدد ولا يتوعد ولا ينتقم ولا يحقد ولا يعاتب ولا يعاقب، فقد عظم نفسه عن
الصغائر قديماً. ربما أخذ عليه كثيرون أنه يجامل من لا يستحق المجاملة، ويمدح من
يستحق الذم. نعم فعلها، لكنك لو تعمقت في لغته لما رأيت مدحه لكثيرين إلا ذماً.
مدني صالح فيلسوف الجمع، ذلك الذي وحد
بين رسل وبرناردشو وسارتر بالموقف لا بالفلسفة، ذلك الذي رأى في المعرفة والوجود
والمسألة الجمالية الفنية شيئاً واحداً في التأليف وفي الإنشاء وفي التذوق. ذلك
الذي وصف الصوفية بما لم يصفهم به متصوف، "إنهم وضعيون وذرائعيون ووجوديون
وماركسيون نقديون شكيون تطوروين ويتصوفون واحداً متحداً في الطواف حول الكعبة كما
هم رُكع تحت الصليب وكما هم فوق حاجبي بوذا يصطفون من اليمين إلى اليسار ومن
اليسار إلى اليمين".
خلاصته آتية باستمرار، ولم يكن "من
تصوف الوجودية إلى وجودية التصوف"، بحسب ما أرى، إلا سيرة ذاتية، سيرةً فيها
إشارات للماضي وللحاضر، لم ترد فيها أسماء كثيرة، ولا أقصد أسماء الفلاسفة وإنما
أسماء الأشخاص الذين عرفهم شخصياً.
لقد كتب مقالات ومقامات كثيرة وكتاباً
في الوجود، لكنه ندم على ما كتب وبخاصة كتابه في الوجود، وقال إنه لو بقي متخذاً
منه أساساً لكتاباته لجعله مجلدات كبيرة، ولأضاف إلى المجلدات مجلدات أكبر، لكنه
لم يفعل ذلك. وظن أنه لو ألف كتاباً غيره لطبع طبعات كثيرة ولكان للناس أنفع. وأظن
لو أنه تغاضى عن ذكره وكف عن ذمه لطُبع عشر طبعات أو أكثر.
كانت حياته فلسفته وفلسفته من حياته،
عميق أشد العمق على بساطته، وهذا ما ورط كثيرين ممن أخذوا عنه بساطته ولم يأخذوا
عنه عمقه؛ ذلك أنهم لم يدركوا أن العمق والبساطة لا يستعاران، وأن تكلف العمق لا
يؤدي إلا إلى السطحية وأن تكلف البساطة لا يؤدي إلا إلى التعقيد، وأن التمثيل فن
من الفنون له مجاله ورجاله.
هو الذي يشتد على نفسه أكثر مما يشتد
على غيره في الإلزام وفي المحاسبة وفي الانضباط الشخصي، هو الذي لا يبرر، أو لا
يُسوغ، لنفسه ما يبرره لغيره، فما استغربَ من إساءة أبداً، وما حزت في نفسه كلمة
نابية بحقه، بل كان يعذر قائلها، وكثيراً ما يقول: "معذورون معذورون
معذورون"، ولا يُفرِّح أحداً بخصومة، وقد هجر جميع خصوماته السابقة التي ملأت
الصحف في يوم ما. كانت مرحلة، وما يُقال في الثلاثين قد لا يُقال في الستين.
وبين
مدني صالح اليوم ومدني صالح الأمس خيط لا ينقطع. كانت فلسفته من الأخلاق والتربية
إلى الأخلاق والتربية. وكثير ممن رأيتُ كانوا يدعون إلى الجد لا الهزل، أما مدني
صالح فإنه، على ما يبدو عليه من إهمال ونبذ وإعراض عن كثير مما يُقبل عليه
الآخرون، كان جاداً في هزله الجد كله. والجد في الهزل والهزل في الجد مسألة
"يحوج تصورها إلى لطف قريحة".
إن من بين الأساليب التي نحاول أن نعرف
بها الفلسفة أن نتعرف على الفلاسفة، ولم يخل العالم يوماً من فيلسوف. قد نبخل على
أشخاص بهذه اللفظة أو الصفة، وقد نجود بها على غيرهم، وقد تعددت الأسماء والمسمى
واحد، فَسَمِّهم فلاسفة أو معلمين أو حكماء أو أساتذة أو أي اسم تشاء، لكن يبقى
الفيلسوف فيلسوفاً وإن لم يشهد له بذلك أحد، ويبقى اللا فيلسوف مدعياً وإن شهد له
بذلك العالم كله.
إنه فيلسوف الجمع والتوحيد، ولا أقصد
الجمع الديني ولا توحيد الموحدين. وإذا قلت إن لكل فيلسوف إنجازاً يُعرف به، فهذا
قول حق، لكن الفلاسفة أشكال وأنواع، فمنهم فيلسوف موقف، ومنهم فيلسوف مؤلفات،
ومنهم فيلسوف شهرة، ومنهم فيلسوف تأثير، ومنهم فيلسوف دعاية، ومنهم من يجمعها
جميعاً. ولم يكن بالتأكيد من الذين جمعوها كلها.
لا يسمي الأشياء إلا بأسمائها. فالكلمات
تتكثر، وهو يبسطها لك بعد التعقيد، فيعيد الأشياء بسيطةً كما كانت. ثورة هو على
المصطلح وعلى الأسلوب وعلى علامات التنقيط والهوامش. ولم أسمع بهذه الثورة سمعاً،
بل عشتها معه، أو عشت لحظةً منها معه.
وبدلاً من تكثير المصطلح والاتجاهات
والفلسفات وتعميق الخلاف بينها، تراه يوحدها. وتاريخ الفلسفة تاريخ جمع وتفريق،
وما كان مدني إلا من الجامعين. فلا يبحث عن ذلك الذي يفرق الفارابي عن ابن رشد، بل
يبحث عن ذلك الذي يجمعهما معاً. وإنه ليستطيع أن يختصر لك بجملة مفيدة الفلسفةَ
الإسلامية كلها. ثم يجمع لك الفلسفة اليونانية والإسلامية والحديثة والمعاصرة ببضع
جمل مفيدة، وإذا رأى أن المجلدات قد كبرت وكثرت، فمجلد يتكلم عن مثال الخير
الأفلاطوني ومجلد يتكلم عن محرك أرسطو الذي لا يتحرك وآخر عن الواحد المشع وآخر عن واجب الوجود، وقف أمامها جميعاً
وما رأى إلا واحداً وحسب هو إله إبراهيم ومثال الخير وواحد أفلوطين وواجب الوجود…
وله في الخرافة والاعتقاد رأي تُبنى عليه أشياء وأشياء.
لقد تخلى عن مهمة الشارح أو المعلق أو
المترجم، مع احترامه لهم، فما أراد أن يُكرر ما هو مكتوب، ولم يشأ أن يتكلم عن
الفلسفة، وإنما أراد أن يتفلسف، وفرق كبير بين الكلام عن الفلسفة، والتفلسف.
وفي كل حقبة زمنية يأتي من ينقل الفلسفة
من مجال إلى مجالٍ آخر. وكما قيل قديماً عن سقراط إنه قد أنزل الفلسفة من السماء
إلى الأرض؛ أي حوَّل الاهتمام من الكون إلى الأخلاق، فإن مدني صالح قد نقلها من
مجال الإغراق في اللامفهوم إلى المفهوم، وأراد أن يضع الحدود، واختبر الآخرين بمدى
فهمهم، ولكن بطريقة غير مباشرة. ولكل أمة سقراطها، وإن كان بالتأكيد سيرفض مني هذا
التشبيه، وليكن ذلك، فإني لا آخذ من سقراط إلا أفضل ما فيه، ولو شبهته بأرسطو لكان
رفضه أكبر وأشد. لقد جعل للفلسفة وظيفة تحليلية تفسيرية توضيحية نفعية. فإذا قيل
إن هذا العمل قد سبقه إليه آخرون، أقول نعم، قد سبقه في هذا آلاف البشر منذ أن
كانوا، لكن هناك فرقاً بين من يكتب عن التحليلية ولا يحلل، ومن يكتب عن التفسير
ولا يفسر، ومن يكتب عن التجريبية ولا يجرب، ومن يكتب عن الفلسفة ولا يتفلسف، ومن
يكتب عن كل شيء ولا يقول شيئاً.
ذهب إلى أكثر الوسائل انتشاراً،
الصحافة، فكتب أهم ما كتب في الصحف. وقد قال عنه بعض الناس إنه ليس أكثر من صحفي
ناجح، أو كاتب مقالات ناجح، وكأن الفلسفة لا توجد إلا في كتاب أو في مجلد. لكنه
بقي كما هو مخلصاً لفكرته عاشقاً لها، في أي مكان كُتبت، في جريدة أو في مجلة أو
في كتاب.
ليس من السهولة أن تحركه الرياح، عنيد
هو، وقد تستغرب من هذا الذي أصفه به إذا كنتَ تعرفه؛ لأنه عند كثيرين ليس عنيداً،
ولكنني أراه عنيداً في كل ما تراه لا يستحق العناد، عنيداً عناد المطمئن الواثق.
وإذا كانت الفلسفة عنده وسيلة لإظهار الكامن في الأخلاق والفن والعلم ووسيلة لعلاج
هذه المسائل، فقد حققت ما أراد. وإذا كانت الفلسفة بحثاً عن مبادئ أو حقيقة ما،
فإنه لا يخرج عن هذا، فقد كشف المحركات التي تحرك التاريخ والفلسفة والحياة، لكنه لم
يسطرها في أسلوب مفتعل غير مفهوم، بل كتبها بلغة مفهومة بسيطة أشد البساطة عميقة
أشد العمق، وترك المصطلحات لأهلها، ولم ينافسهم عليها، وما أراد أن يدخل في
لعبتهم، فله لعبة أخرى، قواعدها صعبة، ولا يستمتع بها إلا المحترفون، نعم أولئك
المحترفون، أولئك الغرباء الذين جمعتهم الغربة، ولم يكن هو أولهم ولا آخرهم.
لقد عمل على تحرير الفلسفة من بعض
القيود، ومنها قيد الاهتمام بغير المهم. فإذا كان قد خلص الفلسفة مما تبنته، فإنه
قد وفر جواً صالحاً للتفلسف، فقد تبنت الفلسفة مسائل كثيرة كانت خاطئة ضارة. وقد
قسم الأشياء وموضوعات الفلسفة على قسمين، تحت عنوان "الثقافة الساقطة"
و" الثقافة المنتجة"، وصنف المحاور صنفين "محور الاحتكار
الحرب…"، ومحور "اللعب للإنتاج والابتهاج"، ثم جمع الناس جميعاً
تحت تاريخ واحد، تاريخ يدور على محور الحرب والاحتكار والتجارة، فلم ير الناس إلا
قسمين: فقراء وأغنياء، أو غالبين ومغلوبين. وهذا التصنيف ممكن بحسب الهدف الذي
يرمي إليه الشخص. وما أراد أن يكون محتكراً ولا محارباً، وإلا فإن التصنيفات
الأخرى صحيحة لأنها تخدم أهدافاً أخرى غير التي يسعى إليها. وإذا كان ناجحاً في
عمله وفيما كتب، فلأنه استعمل تصنيفاً للأشياء ناجحاً في أغراض وأهداف معينة. كتب
وألف وعمل ثم بدا له المنهج والغرض والغاية. فإذا لمته لأنه تبرأ مما كتب في يوم
ما، فلا داعي لهذا اللوم لأنه عمل واكتشف أخطاء فصححها، فجاء عمله منتجاً. كانت
عنده أحكام عامة اندرجت تحتها جزئيات كثيرة.
لا أقول إن مصدري عنه مقالات أو مقامات
أو كتب، ويكفيني أنني عرفته مدة خمس عشرة سنةً كنت فيها بين طالب ومدرس، أو بين
طالب وطالب، فما أزال طالباً، لكن المطلوب يتغير. وقد رأيت أن جملته التي يصف بها
شخصاً، يحفظها ذلك الشخص عن ظهر قلب. ولو كانت جملته تُشترى لاشتراها منه أشخاص وأشخاص،
لكنه للأسف لا يبيع الجملَ ولا الكلمات ولا حتى الأحرف. فبأي شيء تُطمعه وهو لا
يريد شيئاً ولا يتمنى شيئاً، ومتمناه الحقيقي لا يخطرن على بال أحد، ولا يعرفه إلا
المقربون منه، ولو سمعه الغرباء عنه لعجبوا واستغربوا وضربوا كفاً بكف حيرةً
ودهشة.
قيل عنه إنه منزو لا يحب الظهور، أو أنه
يخاف الظهور. نعم، لقد أقبلت عليه مؤسسات ومناصب ومنابر فأدبر عنها، وما تزال
تُقبل وما يزال يُدبر. لم أره ينافس أحداً برزقه، فقد آمن أن الأشياء أرزاق، ولم
يمد يده على شيء عند اقتسام الأرزاق، فإن أتاه رزقٌ لم يرفضه أبداً، وإن ذهب عنه لم
يكترث. رواقي هو في القرن الحادي والعشرين!!
يهابه كثيرون وهو صامت. قد تستشف من
مدحه ذماً ومن ذمه مدحاً. فعلها كثيراً عندما كان يمدح شخصاً ولا يقصد إلا الذم،
ولكن من ينتبه؟ كان يخاف على طلبته من السياسة، وقد حمى بالقول والفعل كثيراً
منهم. قال لهم بالرمز ما كان لا يمكن أن يقال جهراً. وقد فهموا منه ما أراد، وقد
فهم منهم أنهم فهموا، وانتظرَ ذلك اليومَ الذي جهر به بما أخفى، وحمد الساعة التي
استطاع فيها أن يقول ما قد أخفى. ذكي، وإن كان الذكاء صعب التعريف. وأهون عليه أن
يحمل أثقالاً على ظهره، وإن كانت القوى لا تساعد، من أن يحتمل شخصاً لا يرغب فيه
يسير معه مترين أو ثلاثة في ساعة الفراغ.
لم يكتب إلا ما يمليه عليه مدني صالح،
ولم يكرر جمل سابقيه، لكنه يكرر جمله كثيراً، وكأنه يعيش في تلك الكلمات، أو
يعشقها. ويعيد أيضاً نشرها مرةً في الجريدة، وأخرى في المجلة، ثم في كتاب. ولأنني
متابع غير جيد، فقد لا أقرأها إلا في كتاب، ذلك إن كنت محتاجاً إلى قراءتها.
لا يحب الأضواء ولا الصور ولا يمنع
أحداً منها. لقد هجرها كما هجر أنواعاً من الملابس ما عادت تناسبه واكتفى بالثوب
الذي يخدمه. كان كريماً بالدرجات التقويمية التي يقوم بها الآخرين، فلم يبخل بدرجة
ولو كانت مليوناً، فكلها عنده، بحسب ظني، تحت الصفر.
لم
يستعمل من المصطلحات إلا تلك التي فهمها تمام الفهم، ولم يكثر الكلمات حيث لا
ينبغي التكثير، ولم تُرعبه أسماء كبيرة قد ملأت العالم. فقد أمسك بلجام الأفكار
فصار يحركها يميناً وشمالاً. بل إنه قد وحد أنواع الكتابة عنده، فلا تهمه تسمية ما
يكتب، فسمه مقالاً أو كتاباً أو بحثاً. يقول إنه لم يقرأ كتاباً منذ زمن، وأين يضع
الكتاب وهو الآن في زمن الحصاد، وللزرع موسم وللحصاد موسم، ويضحك إن طلبت منه أن
يزرع في زمن الحصاد. لقد غطى مرحلة قد قال فيها أشياء كثيرة، وقد أفلت من أن
يُصطاد بكلمة صريحة؛ لذا اتُهم بالسلبية والخوف. أما الخوف فهو أول من يقول لك
إنني أخاف. وما كانت سلبيته إلا خوفاً على نفسه وعلى الآخرين. لكنه قال ما أراد
قوله بطريقة متقنة.
هو ذا مدني صالح، سمعته جالساً وماشياً،
وكم مرة في العمر تصادف حكيماً؟ أن تسمع بحكيم أو تقرأ لحكيم أمر مختلف أشد
الاختلاف عن أن تصاحب حكيماً، والاختلاف إيجاباً وسلباً. ذلك الحكيم الذي لا يفرح
إذا قلت عنه إنه فيلسوف، ولا يحزن إذا سلبت عنه هذه الصفة، وما عادت الصفات تعنيه
في قليل أو كثير، ولا تضيف إليه كثرة الصفات شيئاً، فهو غني عنها جميعاً.
ذلك الذي لم يهرب من بعض موضوعات
الفلسفة لأنها صعبة، بل لإدراكه أنها فارغة، وما أراد أن يملأ المنخل بالماء، بل
ترك هذه المهمة لغيره. ذلك الذي أدرك أن لا أصالة ولا ابتكار، لكنه لا يبخل بها
على كل ما هو غير أصيل ولا مبتكر. لا يحب الدفاع عن فكرة أو البرهنة عليها، بل
اتخذ طريقاً آخر، وهو أن يقول ما يشاء، وليختلف بعد ذلك المختلفون. ذلك الذي لا
يحسب على طائفة حتى ولو قالها بلسانه، فهو أرقى من الملل والنحل والطوائف
والقوميات.
د. فيصل غازي مجهول
(جريدة النهضة، العدد (91)، 2004).