recent
أخبار ساخنة

نقد برتراند رسل للماركسية

اشتهر برتراند رسل (Bertrand Russell) (1872-1970) في بداية حياته الفكرية بالرياضيات والمنطق. لكنه اتجه بعد هذه المرحلة إلى مجال السياسة والأخلاق والتربية وغيرها، بل رُبما عُرف في الأوساط الثقافية العامة بهذه الموضوعات أكثر من الأولى. لقد كان ناقداً قوياً من نقاد الفلسفة والدين والسياسة والتربية. ولم يبق نشاط من الأنشطة الفكرية إلا كتب فيه وأبدى رأياً. وقد حاول في بداياته أن يقيم نظاماً فلسفياً شاملاً، لكنه تراجع عن هذا المشروع بعد أن أدرك أن زمن الأنظمة الكبيرة قد انقضى، وإن كان قد كتب محتويات هذا المشروع.

رسل، الماركسية

كان من بين ما نقده "الماركسية". وعندما نتكلم عن علاقة رسل بالماركسية يجب الأخذ بالحسبان تلك الحياة الطويلة العريضة التي عاشها رسل، فقد عاش قرناً إلا قليلاً، شهد في حياته انقلابات وأحداثاً كبيرة في عالم السياسة والعلم والتكنولوجيا والفلسفة. وقد عرف الاشتراكية فكرةً وتطبيقاً. وما كتبه عن الماركسية قد مر بمراحل عدة يجمعها نقد مستمر لها، وقناعة شبه ثابتة في فهمه لها. ولم تكن الماركسيةُ نظريةً وحسب، بل هي نظرية تبنتها وطبقتها دول مهمة، لا بل أصبح العالم مقسوماً على قسمين أو معسكرين، أحدهما اشتراكي ينتمي للماركسية بشكل أو بآخر، والآخر رأسمالي ناقد كاره معادٍ للماركسية بشكل أو بآخر أيضاً. ومرةً يوجه النقد للنظرية ومرةً أخرى للتطبيق، أو لكليهما معاً. والحديث عن الماركسية يعني الحديث عن المادية والاشتراكية والشيوعية. وهذا ما حاولتُ أن أقدمه في هذا البحث معتمداً شيئاً مما كتبه في هذا المجال، وإن فاتتني أشياء من كتبٍ أو مقالات كتبها فإن تكراره قد يعوض ما فات. كان من الممكن أن أرد على بعض ما نقدَ به الماركسية، لكني اكتفيتُ بالقليل من الرد، إذ إن هذا البحث ليس نقداً لنقد رسل للماركسية.

د. فيصل غازي مجهول

بحث منشور في: (مجلة "الآداب"، الجزء الثاني-الإنسانيات، العدد (91) 2009م/1430هـ).

author-img
فيصل غازي مجهول

تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent